20 أغسطس 2021

الفَوضَويّ الذي أحبه!

فوضاك، في البُعد، تربكني!

في كل ثانية أغمض عيني وأتوقع، أين تكون؟ 
في الصالة، ممد على الأريكة أمام الشاشة الذكية؟ تعبث بأزرار جهاز التحكم عن بُعد، لا تستقر على قناة، إلا إذا صادفت فيلمًا قديمًا أو شد انتباهك قناة للأخبار.
المنضدة أمامك، كعادتها، ممتلئة ببقايا مشروبات وتسالي، وبقايا المناديل الورقية المستعملة، كم تزعجني تلك المناديل، أينما جلست تتركها حولك وكأنها الأثر الباقي الدال عليك!
ربما قادتك قدماك للمطبخ، الأحواض ممتلئة بأكوابٍ وأطباق وملاعق، إناء طهيِ به بقايا غير محددة المعالم يرقد فوق الموقد، والثلاجة تتكدس بها أطباقِ فارغة وشبه فارغة، وعلب انتهت صلاحية ما بها، وثمرة فاكهة في الركن لا تدري ما الذي جاء بها إلى هذا المكان؟!
أم تراك تعبت وتريد النوم؟ السرير وملاءته المتهدلة، وأكوام الملابس فوقه وفوق الكرسي وأحيانًا على الأرض!
وربما قررت أخيرًا ترتيب المكتبة، التي توحشت محتوياتها وزحفت لتملأ الأرفف والأرض وتمتد حتى مائدة الطعام التي اختفى زجاجها تحت أكوام الكتب والأوراق والمجلات!

كيف تتحول كل هذه الفوضى إلى مكان صالح للسكنى حين تسمح لي بالدخول إليها ولو لساعاتٍ قليلة؟!
تمضي الساعات وأنا أتساءل لو أن هذا الحظر كان برفقتك، هل كنت سأعتاد الفوضى، أم كنا سنصنع جنتنا المشتهاة؟!

أحبك، وأحب فوضاك، وأحب ساعاتٍ أعيشها أُحيل فوضاك لسكنٍ ليته يضمنا يومًا.

الإثنين 30 مارس 2020

ليست هناك تعليقات: