ثم حكت لي عن شاب أحب كوكبًا، كان يقف قرب البحر ويمد ذراعيه ليصل إلى الكوكب، وكان يحلم به ويوجه أفكاره كلها باتجاهه. لكنه كان يعرف، أو يحس أنه يعرف، أن النجم لا يمكن عناقه مثل البشر، وكان يعتبر أن قدره هو أن يحب جسدًا سماويًا دون أي أمل في تحقيق هذا الحب. ومن هذه البصيرة أقام فلسفة كاملة لنكران الذات وللمعاناة الصامتة المخلصة التي طورته وطهرته، إلا أن أحلامه، كلها، كانت تصل إلى الكوكب. وذات يوم كان يقف على المنحدر الصخري الشاهق المطل على البحر ليلاً وراح يحدق إلى الكوكب وهو يشتعل حبًا له. وفي ذروة أشواقه قفز في الفراغ نحو الكوكب. ولكن في لحظة القفز التمعت في ذهنه فكرة "إنه مستحيل"، فسقط على الشاطئ محطمًا. لم يفهم كيف عليه أن يحب، ولو أنه في لحظة القفز تمتع بإيمان قوي بإمكانية تحقيق حبه لحلق في الأعالي ولأتحد مع النجم.
وأضافت: "الحب يجب أن لا يتضرع أو يطلب، يجب أن تكون لدى الحب من القوة ما يجعله واثقًا من نفسه ومكتفيًا بها. وعندها لا يكتفي بأن يكون منجذبًا بل يصبح جذابًا. وحبك يا سنكلير منجذب إليّ، وحالما يبدأ في جذبي فإنني سوف آتي. أنا لن أجعل من نفسي منحة بل يجب أن أُكتسب".
هرمان هسه: دميان، ترجمة: ممدوح عدوان
وأضافت: "الحب يجب أن لا يتضرع أو يطلب، يجب أن تكون لدى الحب من القوة ما يجعله واثقًا من نفسه ومكتفيًا بها. وعندها لا يكتفي بأن يكون منجذبًا بل يصبح جذابًا. وحبك يا سنكلير منجذب إليّ، وحالما يبدأ في جذبي فإنني سوف آتي. أنا لن أجعل من نفسي منحة بل يجب أن أُكتسب".
هرمان هسه: دميان، ترجمة: ممدوح عدوان
هناك 6 تعليقات:
تسلمي يا شروق، أنا لسه مخلصاها امبارح، رواية تحفة، هرمان هسه ده شخص خيالي، مش معقول اللي بيعمله فيّ ده. صباحك أجمل:)
الرواية فعلا مختلفة, وفيها حالة ملهمة, خلت الأفكار تتقلب في دماغي بطريقة مذهلة.... كنت بمشي فيها على مهل خوفا من الموت بسبب جرعة متعة زائدة
..
علاقة دميان بهذه المرأة ملهمة جدا.
حلو قوي تعبيرك ده يا هدى "كنت بمشي فيها على مهل خوفا من الموت بسبب جرعة متعة زائدة" ... الله، أهو ده لوحده مُلهم للغاية:)
صباحك ياسمين
طيب، هوا أنا محتاج أشكرك على نقل هذا الجزء تحديدًا
لأنه فيما أرى (ومعه مثله) من أكثر أجزاء الرواية إغواءً ... بهرمان هيسه ودميان ....
ممم رؤيتس أنه لم يستطع أن يكمل الرواية بنفس المستوى الرائع الذي بدأت به ...
أنصحك بـطيور الحذر :)
مش مصدقة نفسي...... إبراهيم...معايا؟!!!!!!
أولاً المدونة شرفت بمرورك يا أ.إبراهيم
ثانيًا شكرًا على تعليقك، الرواية دي مش عارفة رغم إنها مش أول حاجة أقراها لهسه بس حاساه مختلف فيها، محتاجة أرجع أقراها تاني بعد فترة علشان أقدر أحط إيدي على موضع الاختلاف أو سبب شعوري بيه.
بالنسبة للنصيحة أكيد مش هتبخل عليّ بيها لو عندك:)
مقطع جمييييييل جدا....للأسف أنا كنت بدأت الرواية من فترة و ما قدرتش أخلصها لمتاعب و مشاغل الحياة ...بس شوقتينى فعلا...شكرا :)
إرسال تعليق