لهذه المجموعة ذكريات كثيرة معي، هي أول ما قرأت من إنتاج المغامير القصصي، قرأتها بمحض الصدفة في مثل هذه الأيام من العام الماضي. أذكر تمامًا ظروف شرائي لها، كنت عائدة من العمل بعد انتقالنا لمقر جديد في السادس من أكتوبر، وبعد نزولي من أتوبيس العمل كانت معي صديقتان وقفنا نتحدث قرب المقر القديم للشركة، وقبل افتراقنا وجدنا زميلنا أحمد الحضري فجاء ووقف معنا وتشعب بنا الحديث حتى جاءت سيرة تلك المجموعة، كنت قد قرأت عنوانها في بعض مدونات "المغامير" وعندما وجدت الحضري يُثني عليها، قررت شرائها وأنا متأكدة أنني لن اندم، وهو ما كان بالفعل. أعترف أني في القراءة الأولى لم أستمتع بكل القصص مثلما استمتع بهم الآن بعد أن قرأتها لمراتٍ عديدة، لم يشدني فيها سوى القصة الأخيرة "اللاوجودي" أخذتني معها وأحسستها قريبة جدًا مني، وللآن كلما قرأتها غمرتني نفس سعادة المرة الأولى.أيضًا بهرتني رومانسية "معًا إلى الأبد"، هل يمكن أن يوجد مثل هذا الشخص في عالمنا الواقعي؟ أتمنى!
وبعد حوالي ستة أشهر قرأت "عندما يتمرد الصدى" كتاب المغامير الأول، قرأت فيه قصتي "تجاعيد" و"هُم"، شدني مستوى الحوار الرائع في الأولى والفكرة "المجنونة" في الثانية. والآن عندما أعدت قراءة المجموعة رأيتها بعينٍ أخرى، ربما يكون خير تعبير عن إحساسي بها تشبيه قاله الشاعر المغمور "أحمد عبيد" في مناقشة المجموعة الخميس الماضي، قال عن طارق رمضان أنه المقابل لفؤاد حداد وصلاح جاهين في عالم القصة. بالفعل هذه هي المكانة التي يستحقها الباشمهندس طارق بأسلوبه السهل الممتنع، هو قادر على السخرية من كل شئ وقبل أن ينتزع ابتساماتنا يُرغمنا على التفكير فيما يطرحه فسرعان ما تتبدل الابتسامة.
في هذه المجموعة لدى القاص مشروع يشغله، وقضية يتبناها، لا يهمه الوصول لحل سريع لها قدر ما يهمه أن يطرحها ويوصلها للقارئ ويدفعه للتفكير فيها. صعوبة هذه المجموعة، وربما مصدر جمالها، أنها "حمالة أوجه"، لا تدري هل هي سخرية من واقع مرير أم نقد سياسي لاذع؟ كل واحد يستطيع أن يقرأها وفق مخزونه الثقافي والسياسي والاجتماعي وحتى العاطفي.
عبر قصص المجموعة كنت ازداد يقينًا بأن الإنسان هو الشغل الشاغل للقاص، هو السؤال وهو الجواب، يجب أن يكون ما يقتنع به مهما رآه الأخرون أنه "استثناء"، صحيح أن عنوانها يُميت أداة الاستثناء ولكن كل حرف فيها يدعو للتمسك بالاستثناء مادام هو ما نقتنع به.
احييكى جدا واشترك معاكى فى الرأى كم احب هذة المجموعة وخاصة القصة الاخيرة ولكن حقا كل ما بها من قصص لا تهتم الا بالانسان فقط الانسان الذى لابد ان توضع امامه اداة الاستثناء لكى لا يقتل ولا يهان ولا يهمش :) احييكى جدا واشكرك
هناك تعليق واحد:
احييكى جدا واشترك معاكى فى الرأى كم احب هذة المجموعة وخاصة القصة الاخيرة
ولكن حقا كل ما بها من قصص لا تهتم الا بالانسان فقط الانسان الذى لابد ان توضع امامه اداة الاستثناء لكى لا يقتل ولا يهان ولا يهمش :)
احييكى جدا واشكرك
إرسال تعليق