01 مارس 2014

سقفٌ من ورق.... "لا أسلك ما تسلكون"!



"الحرية" كانت كلمة السر في قراءة هذه المجموعة، فعلى مدار قصصها الستة عشر كان التحرر بكافة أشكاله ومعانيه ومستوياته في مواجهة "عبثية" الحياة أو حتى "عبثية" محاولات التعايش بها/ معها، هو القاسم المشترك.
"حصار" هي أولى قصص المجموعة، بداية موفقة جدًا تقدم ما أراد الكاتب طرحه:
"أنت من يحاصرك"، كل ما حولك من تقاليد/ عادات/ أعراف/ جدران/ سلطة (سياسية/ اجتماعية..)/ معتقدات/ مفاهيم متوارثة عن الدين... كل ذلك إلى زوال، بل كلها لا وجود لها إلا بقدر انصياعك وخضوعك لها. أنت من يملك فرص الحصار، وأنت ـ وحدك ـ القادر على الخلاص منه.
وتستمر قصص المجموعة في تقديم تنويعات مختلفة لفكرة الخروج من هذا الحصار، والتأكيد على أن السبيل الوحيد لمواجهة عبثية الحياة هو التحرر من كل القوالب والمظاهر الخادعة والانطباعات المسبقة.
وفي النهاية يطرح الكاتب طريقين للخلاص؛ سواء بنهايةٍ عبثية تليق بعبث الحياة كما في القصة ما قبل الأخيرة "خلاص". حيث كانت مواجهة الخطر هي سبيل الراحة حتى مع الموت، فموت البطل كان عن قناعة ورضا ولا يُثير في النفس حزنًا قدر ما يثير الارتياح!
أو يأتي الخلاص بصورةٍ أخرى ـ أكثر إشراقًا ربما ـ في القصة الأخيرة "ياللي إنت ناسينا"، حيث كان كسر القواعد والتحرر منها هو أول خطوة لعيش الحياة كما يشتهيها البطل لا كما يريدها الآخرون.
"سقفٌ من ورق" مجموعة مُبشِرة لكاتب موهوب يمتلك المقدرة على خلق عالمه المتميز وبناء الشخصيات الملائمة لأفكاره التي يصيغها بلغته الخاصة وتراكيبه المُميزة.

صفحة الكاتب على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/alwaseefkhaled

صفحة المجموعة على الجودريدز:
https://www.goodreads.com/book/show/20748913

لقراءة بعض قصص المجموعة:
http://alwaseef-khaled.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات: