25 يناير 2014

على بُعد ضمة... أو أقرب!



"متى تنساب أرواحنا حرة.. خفيفة، بعيدًا عن كل القهر/ الخوف/ العجز المفروض علينا؟"
يسألني ساخطًا/ يائسًا... ومقهورًا!

اقترب بهدوء محتويةً غضبه.. وأجيبه:
 "عندما نسكن تلك البلاد التي يصحو أهلها كل صباح بابتسامةٍ راضية وقلبٍ مستبشِر..
الشمس تملأ غرف المنزل كلها.. تنعكس براقةً على أسطح الزجاج الملون بالشرفات والأبواب، فترسم الجدران لوحاتٍ مُبهِجة متداخلة الألوان تنبض نورًا ودفء...
الشوارع دون لافتاتٍ.. كل شارع أرضيته مفروشة ببلاطاتٍ كبيرة تتشكِّل كقطعة "بازل" متفردة تحكي تاريخه، تتناغم معها جدران مبانيه بألوانها ورسومات "الجرافيتي" التي تزينها... ويحتفظ كل شارع برائحته الخاصة، مزيج من روائح النبتات الصغيرة المزروعة ف الشرفات والأشجار الواقفة يحتضن ظلها كل باب، ويبقى المكوِّن المميِّز لكل شارع "أنفاس" ساكنيه المحمل بها كل ذرة هواء.
العملة الوحيدة المسموح بتداولها هناك... "الابتسامة".. كلما زاد رصيدك منها، كلما ازددت خفة.. لذا تجد أهل تلك البلاد البعيدة يسيرون وأقدامهم لا تمس الأرض أبدًا...
وفي المساء حين يعود الجميع لمنازلهم، تبقى أصداء بسماتهم عالقة بالهواء تنير البلورات المُعلقة بأغصان الشجر وعلى النوافذ وواجهات البيوت، فتبدو الشوارع كغاباتٍ مسحورة خرجت من كتاب الأساطير..."

يقاطعني هازئًا ـ كعادته ـ ويسألني: 
"وكم تبعد جنتكِ المزعومة تلك؟!!"

 أقترب منه أكثر.. أسند رأسي على كتفه وأحيط ذراعه بكفيَّ هامسةً:
"هنا.. على بُعد ضمة.. أو أقرب".



24/1/2014

هناك 3 تعليقات:

Radwa يقول...

احنا طيبين قوي والله
^_^

مروة يقول...

رودي: تسلمي يا طيبة :)

Lamya يقول...

اه والله فعلا...احنا طيبيين و طالبين كتير يعني :)

يخليكي لينا يا مارو