24 مايو 2012

أنا و..الانتخابات !!

أولاً أنا باكره السياسة جدًا، مسألة مزعجة بالنسبة لي وشايفة إن مفيش حد بيشتغل فيها ويبقى صح 100% لازم نسبة من المناورة والتنازل وأحيانًا الغش والخداع.
ثانيًا معظم ـ إن لم يكن كل ـ اللي حواليا بدايةً من أمي لحد أصحابي شايفين إني سلبية بنسب متفاوتة حسب قدرتهم على بلع "سلبيتي".
ثالثًا لحد يوم الانتخابات الفجر كنت واخده قرار بإني مش هأنتخب أي حد، مش لإني مش لاقية الرئيس المثالي من وجهة نظري، لكن لأسباب تانية كتير:
أولها لإني شايفة إن حدوتة الانتخابات من أولها حدوتة بايخة ومش محبوكة. يعني بأي منطق يبقى فيه واحد مرشح نفسه وهو متقدم ضده بلاغات فساد؟ ويعني إيه مرشح ييجي بعد غلق باب الانسحاب أو التنازل ويقول إنه متنازل لمرشح تاني كده بشكل حِبي؟ والأدهى والأمر مرشح بيقول والنبي أنا ما عايز اترشح هما اللي رشحوني؟!! ومع ذلك الناس بتهلل له وشايفاه الأجدر عشان ما طلبهاش؟ هي الناس دي مُغيبة ولا أنا اللي مش فاهمة حاجة. افتكر إن زمن الخلافة وطلب الولاية انتهى من زمان قوي والناس اللي بترشح نفسها دي رايحة على أساس إنها "جمهورية" مصر مش الخلافة المصرية.
تاني سبب إني بعقلي ـ اللي على قده ـ شايفة إن من غير المعقول إني اختار واحد لمنصب لسه مش معروفة ملامحه ولا شكل المهام اللي هيبقى مسئول عنها ولا حتى نوعية النظام اللي هيدير مهامه دي عن طريقه، ناهيك عن إن حد عاقل أصلاً يتقدم للمنصب الهلامي ده!
ثالث سبب إني مقتنعة إن أي رئيس هييجي المفروض بعد ما يتعمل الدستور يتقدم باستقالته هو ومجلس الشعب والشورى وتتعاد الانتخابات دي كلها من الأول وإحنا فاهمين مين هيعمل إيه وإزاي. يعني لو كانوا سمعوا كلام البرادعي واتعمل الدستور قبل كل الكلام ده مش كنا ارتحنا؟؟!
أخر حاجة كانت مخلياني مش عايزة انتخب أي مرشح حالة القرف اللي ساكناني من كم البذاءات اللي شفتها من أنصار كل المرشحين، يمكن ده لإني خيالية في تصوراتي السياسية، يعني شايفه إن من حق كل واحد يدافع عن الشخص المقتنع بيه ـ أيًا من كان ـ من غير ما يجرح في أي مرشح تاني. مش من الشجاعة ولا الاحترام عندي إني أفرح بتقطيع صور أي مرشح أو أسمح لنفسي بخداع أنصاره علشان هو يستاهل كده من وجهة نظري.
بعيدًا عن جمهورية الـ"فيس بوك" الخيالية الناس الحقيقيين اللي مايعرفوش طريق الفيس بوك، كل حملات التشويه ـ اللي بيتباهى بها الفيسبوكيين ـ بتتقابل منهم بامتعاض وازدياد لشعبية المرشح المغضوب عليه في الفضاء الافتراضي وبيكسب أصوات جديدة ف الواقع.
ايه بقى اللي خلاني أغير رأيي وانتخب؟
لسه مش واثقة في نزاهة المسئولين عن الانتخابات ومش حابه إن أي حد يستغل صوتي وينتخب لي اللي على مزاجه، أو على أحسن الفروض يمكن صوتي يفرق في ترجيح كفة مرشح.. يمكن.
السؤال بقى اللي بيعصبني: انتخبتي مين بقى؟؟ (لازم يكون مصحوب بابتسامة واسعة)
مش من حق أي مخلوق يسألني السؤال ده، زي ما أنا مش من حقي اسأله لأي مخلوق. ده اختيار شخصي، مش بأقول إني صح وإن اللي بيصرح باسم مرشحه غلط، بس كل واحد حر
بس علشان هنا "بانطلق عصفور" ممكن أفضفض شوية حوالين ازاي اخترت المرشح بتاعي؛ أولاً كان فيه اسماء مرفوضة رفض بات وقاطع وجازم وكان اختياري محصور بين 3 أشخاص، استبعدت أصغرهم مش علشان مالوش فرصة يفوز لكن علشان نغرس نبتة ونستنى منها طرح شديد لازم نحطها في التربة الصح اللي تناسبها، ولحد دلوقتي التربة مش مهيأة لاستقبال غرس جديد ـ من وجهة نظري طبعًا ـ فكان استبعادي له خوف عليه وإدخاره لفرصة أكثر ملائمة وأحسبها غير بعيدة.
فضل قدامي اختيارين شايفه إن فرصتهم لحد ما متكافئة، ولحد الفجر كنت محتارة ومش عارفه اختار مين. بعد ما صليت الفجر طقت ف دماغي فكرة بصيت تاني على أنصار كل مرشح منهم وشفت مين اللي مصدقاهم أكتر ومين اللي متأكدة لحد كبير إنهم مش هيسكتوا لمرشحهم لو خالف الطريق اللي راسمه وحب يعمل فيها "إله" جديد. ضميري ارتاح لواحد وقلت على بركة الله
الجميل إني لما نمت حلمت بلجنة الانتخاب وكانت في بيت حد من قرايبي وكانت طريقة الاختيار عن طريق "العصير"! كان كل ناخب بيحط كوباية عصير على الترابيزة المخصصة للمرشح اللي اختاره والترابيزة اللي عليها كوبايات أكتر صاحبها هو اللي هيفوز :)
بعيدًا عن إن الحلم كان مباشر جدًا ورموزه واضحة ورايحة ف اتجاه مرشح بعينه، اخترت الشخص اللي حسيت إنه له كبير، يعني مش بيقول أنا شجيع السيما اللي بافهم ف كل حاجة ورأيي أمر واجب النفاذ دون مجادلة ولا مناقشة، ولكن شخص بيعترف إن كل إنسان أدرى بتخصصه وبيفهم فيه أحسن منه، ومش من الصعب عليه إنه يعترف إنه أخطأ ويعتذر عن خطأه حتى لو كان غير مقصود ووراه ناس سهل تقول له لأ لو شافته حاد عن الصواب.
أخيرًا اخترت الشخص اللي شفت الشباب الصغير مرجح كفته لإني مؤمنة إني باختار لبكره والشباب دي هي اللي هتعيشه ومش من حقي أحرمهم من حلمهم مادام اختيارهم متماشي مع قناعاتي بنسبة معقولة.

ليست هناك تعليقات: