ذلك هو سري معهم، ذلك هو شبهي بهم، أولئك الذين يجافيهم النوم ويبقون عالقين في سماوات الحلم البعيدة، لأنهم يمقتون أن يكونوا صورًا أو ظلالاً، لأن كلاً منهم يحاول أن يجد مساره الخاص، حتى لو ألقت به حقيقته الخاصة إلى أكثر الطرق وعورة، لأنهم يدركون أنهم ليسوا من العباقرة، ولا يمتلكون أية مزايا خارقة، بل على العكس يتيقنون من غباوتهم وسطحيتهم في كثير من المواقف ويعرفون ضآلة إمكانياتهم، لأنهم حين يفرحون قد يموتون فرحًا من أشياء لا يجدها الآخرون ذات معنى، وحين يحزنون لا يجدون من يتفهَّم أحزانهم، لأنهم حتى لو قيدت أطرافهم إلى الأرض تظل أرواحهم طليقة، لأنهم حين يحدقون بالمرايا لا تفتنهم صورهم الجميلة قدر ما يفاجئهم قبح دواخلهم، لأنهم ينصتون جيدًا لأصوات أحلامهم، لأنهم رغم كل اعتزاز بذواتهم وحيطتهم يتعثرون وينكفئون ثم ينهضون في الغالب، لذلك يراهم الآخرون سائرين على أذرعهم محلقين بسيقانهم في الهواء، ويظنهم البعض مجانين، لأنهم لا يكفون عن البحث عن معنى لحيواتهم، لأنهم منذورون للحلم ومسكونون بالتساؤل يسمونهم النجوم الشاردة.
عزة رشاد: ذاكرة التيه
هناك تعليق واحد:
شروق: افتكرتك وأنا باختار العنوان، كنت هأكتب "نجومي الأليفة" وبعدين افتكرت تدوينتك الجميلة اللي بنفس الاسم فقلت خليه اسم الرواية لوحده:)
على فكرة للمرة التانية مستمتعة برواية من اختيارك، ادعيلي أخلصها بقى
إرسال تعليق