"احسان.. إنتِ فين؟ لسه ما
خلصتيش المقال؟ عمالين يستعجلوني في المطبعة. بصي مش هألحق أراجعه، خلصيه وابعتيه
بسرعة، ما تنسيش تبعتيه من الايميل بتاعي"
أغلقتُ الهاتف بعد أن قرأت
الرسالة، لم يُكلف نفسه حتى أن يتصل بيّ...
عشر سنوات وأنا أجهز مقالاته..
كتبه.. وحتى رسائله لأصدقائه وتعليقاته على "الفيس بوك". دائمًا يكتفي
بنظرة سريعة على ما أعددته ويُعيد ترتيب بعض المقاطع، ثم تدور المطابع لينتشر اسم
الكاتب الكبير وتلمع الفلاشات وكاميرات التصوير اعجابًا بعبقريته وصياغاته غير
المسبوقة ولا المتكررة.
"ما تنسيش تبعتيه من الايميل بتاعي"..
حسنًا أنت من اخترت هذه المرة.
تتشدق أمام الجميع بكفاحك والحروب التي خضتها في بداياتك وكيف صمدت بشرفٍ
ونزاهة لتصل لما أنت فيه..
ما رأيك أن أنشر قصتك الحقيقية
كما رويتها ليّ يومًا متباهيًا بذكائك في اقصاء خصومك ـ الأغبياء ـ "الأكثر تمسكًا بالمبادئ
والأخلاق"، والتنازلات التي اعتبرتها "خطوات للأمام" لا بُد منها لسحق كل ما/
من يقف في طريقك..
أنهيت المقال، ومع ضغطي على زر
الإرسال تخيلت وجهك وأنت تقرأ الجريدة مساءً..
نظرتُ لصورتك الموجودة على خلفية
الشاشة، وعلت وجهي ابتسامة وأنا أُردِّد كلمتك الخالدة... طظ.
هناك تعليق واحد:
النص كُتب كارتجالة ضمن جلسة الارتجال الشهرية للمغامير، وكانت جلسة الأمس للكتابة من وحي أعمال نجيب محفوظ.
إرسال تعليق