14 يناير 2010

وليد خطاب: أن تكون أنت (3)

برد

يحتوى هذا القسم على ست قصص أشعرتني فعلاً بالبرد، والبرد هنا ليس من برودة الجو بل من برودة المشاعر والأحاسيس

1) بطلت:

القصة الوحيدة في المجموعة التي أشعرتني بغبائي وعدم قدرتي على الفهم، قرأتها عشرات المرات، مستمتعة بلغتها وحالتها وبعض مشاهدها أراها رأي العين ومع ذلك المحصلة "صفر"، استعنت بصديق زاد من حيرتي بتفسيره المتواري، نعم أشعر بحالةالملل المُسيطرة على البطل، ما عاد شيئًا يُغريه لا الشعر ولا الموسيقى ولا حتى علاقته بأنثاه، أري حيرته واضطرابه بين الوعي واللاوعي، الرغبة والملل، ولكن ما أزعجني عدم فهمي للجملة التي جاءت في الخاتمة على لسان البطلة "نتنازل عن عادات كثيرة في حياتنا.. فلم لا يقبل التنازل عن عشر دقائق أسبوعية؟!!" كل المقدمات توحي أنه بالفعل سأم كل شئ وتنازل عن كل شئ، فلماذا تتكلم هنا وكأنه هو من يطلب؟

لا أدري رغم حيرتي وعدم فهمي إلا أنني مستمتعة بالقصة وكلما قرأتها كلما زاد استمتاعي، ومن يدري ربما لو فهمت معناها الحقيقي لقل استمتاعي بها.

2) أصفر بارد:

هاهو "وليد" يعود لاستخدام الأصوات المتعددة في السرد، ويُعبر عن بعض المواقف بالخط المائل، وأكثر ما أعجبني بها الحديث عن الصخرة باعتبارها كائن حي يشعر ويألف ويتألم ويفتقد. الجزء الخاص بها من أبدع ما قرأت في القصة، جعلني أرى الصخرة وهي فتية تُشكل جزءًا من الفنار ثم وحدتها بعد تهدمه حتى جاءها البطل واتخذها وطنًا له، ثم هذا الإحساس بالفقد والتألم بعد أن هجرها وسكن صخور الجانب الأخر حيث تأتي الأمواج التي تضربها وتركها مستباحة للأغراب. بجد وصف هزني بشدة، هل يمكن أن يُعبر عن الافتقاد بأكثر من هذا؟

القصة في مجملها تحمل أبعادًا كثيرة ويمكن قراءتها على أكثر من مستوى، أعجبني الإشارة إلى البعثة وموقف "الوطن" من "التقدم الغربي" واكتفائه بالفتات، هذا الخوف من ارتياد المجهول سواء كان في العلم أو حتى على مستوى العلاقات الشخصية، وصلني بشدة موقفه من "الأنثى" وأنه بالرغم من "عدم ثقته في قدرته على الصد" لم يتفاعل معها لم يقبل مبادرتها، وقف الخوف بينهما.

3) ثلاثية:

رغم روعة التصوير إلا أنها أقل قصص المجموعة جاذبية بالنسبة ليّ، أحسست أن اللغة المستخدمة بها "غريبة" بين لغة المجموعة الراقية، وإن كان هذا لا يمنعني من الإعجاب بهذه اللغة في سياق الجو العام للقصة.

4) المكونات أوراق نقدية:

منذ قرأتها في "عندما يتمرد الصدى" لم أُغرم بها كثيرًا، ولكنها هنا وسط "أخواتها" ظهر بريقها وبدأت أألفها إلى حدٍ ما. أعجبني الاسم ودلالته، أعجبني السرد المُوقع في الحيرة أي الأحداث سبق الأخر وأيها واقعي وأيها مُتخيل، قصة مُربكة ولكنها ممتعة.

5) نعم كل الوقت:

أحببتها منذ قرأتها في أول مرة، أعجبتني فكرة اللعب بالأسماء وإسقاطها على مضمون المقطع، قد تبدو للوهلة الأولى مقاطع منفردة لا رابط بينها، ولكنها قصة متكاملة تُعشق من "النظرة الأولى" وكأنها مسألة "قدرية".

6) مكتوب على الحافة:

الملكة المتوجة بين قصص المجموعة، معشوقتي الآسرة التي سلبتني عقلي ومع ذلك ظللت بكامل الوعي. حين تُعيد ترتيب الأوراق وتُدرك العلاقة بين الأشخاص تجد نفسك أمام رواية طويلة وليس مجرد قصة قصيرة، كل شخصية لها حديثها ومنطقها المستقل. لن أستطيع الحديث عنها فهي عندي كونٌ بأكمله قصة عشتها بالفعل ولم أقرأها فقط، تفاعلت مع كل حرفٍ بها، هي "مكتوبٌ على الحافة" وكفى.

ليست هناك تعليقات: