24 أكتوبر 2024

سِفرُ العَنْفُوُز.. التَبَّة الرابعة!

 



 سبعة أسابيع مضت منذ لقاءنا الأول أيها السِفرُ العجيب...

غُصتُ فيك تَبَّاتٍ أربع؛ واحدة يوم صدورك، ما خرجت منها لخمس ساعاتٍ متواصلة، ألهث بين صفحاتك حتى أتممتها ودموعي تفيض على وجهٍ تعلوه ابتسامة في مزيجٍ سريالي يليق بحكاياتك!
وتَبَّة ثانية خُضتها على مهلٍ أمام بحرٍ يشبه زرقة خليجك، وأمامي على جزيرة قريبة ما يُشبه مقام الخِضرِ، زارتني في أخر أيامها الصاجَّة "أم اللوه" يسبقها صوتها: "أبيَّن زيِن.. وأشوف الودَّع.. أبَيَّن".
والثالثة تَبَّة سريعة انتقيت فيها بعض صفحاتك للتأكد من بعض الأفكار التي راودتني عنك.
والآن انتهيت من تَبَّتي الرابعة وِفق شروط كاتب الأسفار: "شهرٌ كامل". وكالعادة يغلبني كاتب الأسفار ولا يكشف لي أسراره إلا بعد أن أقبَل بشروطه، وألعب مُسَلِمةً له مفاتيح العقل.. والخيال.
ظننت أني هذه المرة لن أبكي عند قراءة الفصل الأخير، فما من جديدٍ اكتشفه، وأنا التي عَرِفَت حل كل ألغاز الحكاية قبل صدور السِفر الأخير! ولكن كانت الدموع تسبق السطور أمام عيني، والابتسامة نفسها تملأ وجهي.
أحتاج للكتابة عن هذا السِفر، ممتلئة بالكثير من التفاصيل التي كشفتها ليّ هذه التَبَّة الرابعة، وكأني أحكمت قبضتي على رأس صولجان طوعس، وأَذِّن ليّ أن أعرف لماذا كُتِبَت هذه الأسفار، بل أكاد أُجزِم أني عَرِفت وقت كتابة بعض الفصول تحديدًا، ولماذا جاءت هذه العبارة أو تلك، ولماذا صار المولاف عَنْفُوُزًا!

رحلت معك عَنْفُوُزًا ألفى نفسه في مكانٍ لا يُشبهه، وأعِدُك أن أعود وأكتب عنك كمولافٍ مهما طال عليه الدَّرب يرجع.. يُبطئ ولا يُخطئ.
إلى لقاءٍ، أرجوه، قريب 💙

ليست هناك تعليقات: