02 يونيو 2013

تجاوز!


صديق الورق يسألني الكتابة عن "رحابة التجاوز" على أن تتجاوز كتابتي عشرون سطرًا.. عشرون سطرًا فقط!
أأكتب عن فضاءنا الالكتروني الذي نغرق فيه بحثًا عن هذه الرحابة، ومع ذلك تبقى أرواحنا سجينة، مُعلقة بدائرة خضراء أو برتقالية، ولا تُرد لنا إلا عند إضاءة هذه الدائرة؟؟!
أم أكتب عن "تلك الصغيرة" المُصِرة على الاختباء داخلي، مرة تهمس في أذني: "أنتِ بخير، الأسوأ مضى. كُسِرَت روحك ـ ربما ـ ولكنك تستطيعين تجاوز الكسر".
ومرة أخرى تدق قلبي بعنف وترغمه على الميل تجاه ذلك المحبوب اللا موجود واللامختفي. وتفك كل خيوط شبكة العنكبوت الكبيرة التي استغرقت أعوامًا أرتِق بها ثقوب قلبٍ أوهى منها وأوهن؟!
أم أكتب عن "الرضا" ذلك الحُلم الأبعد من سراب؟!
بالطبع، لن أكتب عن كل هذه الخرافات، صديقي العزيز، فقط سأخبرك عن قارئة كفٍ عجوز سألتها يومًا عن كل تلك الخطوط الصغيرة الممتلئة بها كفايّ، لِمَّ تبدو ملتفة ومتشابكة كضفائر صغيرة؟؟ لِمَّ لا أملك خطًا واحدًا مستقيمًا بطول راحتي، سوى ذلك الخط القصير الموجود في نقطة التقاء كل تلك الضفائر؟؟
ضحكت العجوز وتمتمت بكلامٍ غير مفهوم عن مشكلات ومصاعب، ولقاءات كثيرة وفراقات أكثر.. وكل كلام بائعات الوهم المعروف. وختمت بالتميمة المحفوظة عن الآخر الساحر؛ من سيأتي ليجمع شتات كل ضفائري في خطٍ واحد.
كررت عليها ولكنه خط قصير؟ أهذه مكافأة طول الانتظار؟!
ابتسمت وقالت: لحظة تعيشينها متجاوزةً كل آلام العالم، وأفراحه، في حضن روحٍ تشبهك، براح لا يمكنك قياس مداه.
وتذكري يا صغيرتي أن التجاوز لا يعني النسيان؛ أن نتجاوز يعني أن نعيَّ كل لحظة ألم عشناها، نقيس مساحة الوجع داخلنا بدقة، نرسم حدود أخر شرخ في روحنا. ثم نُكمِل ما بقي من حياتنا ببسمةٍ صافية ملئ القلب تُذكِرنا أننا يومًا كنا سعداء!

* نص مُرتجل على تدوينة الصديق العزيز إبراهيم عادل: رحابة التجاوز

هناك 8 تعليقات:

إبـراهيم ... يقول...

أنا سعيد جدًا بهذه الاستجابة، وهذه الكتابة :)
...
جوووو أون يا صديقتي

نهى جمال يقول...

وطلع مروة ليها مدونة ومخبياها وبقى وكده

وده تهريج أصلًا :)

من سيأتي ليجمع شتات كل ضفائري في خطٍ واحد.
لحظة تعيشينها متجاوزةً كل آلام العالم، وأفراحه، في حضن روحٍ تشبهك، براح لا يمكنك قياس مداه.

و:(

Carol يقول...

أحببت تجاوزاتك !
شعرت بالآلم خلفها !!
أسلوبك أعجبني، سلس يصل للقلب
اكتشفت مدونتك اليوم
و كانت مفاجئة جميلة أختم بها يومي

مروة يقول...

العزيزة شروق: تعليقاتك "المُكثفة جدًا" بتسعدني. دمتِ سندًا ودعمًا :)
الأستاذ أبو ريم: شكرًا على تشجيعك، عنوان تدوينتك كان لا يقاوم، وأول ما قرأتها وقرأت التعليقات فكرت في رد مُشابه ولكن نصيبك بقى الكبت الكتابي اللي عندي طلع ف التعليق :)
نهى صاحبة الشمس البردانة: سعيدة بمرورك الأول هنا :)
كارول: شكرًا على تعليقك وسعدت كثيرًا باكتشاف مدونتك.

Lobna Ahmed Nour يقول...

جميلة ومشحونة يا مروة

مروة يقول...

المُفردة "لبنى" شكرًا، تعليقك يعني ليَّ الكثير.

sab7al5air يقول...

حلوه الصورة دي
تحياتي
علا

مروة يقول...

علا: شكرًا لتعليقك. صباحاتك كلها خيرًا :)