21 ديسمبر 2012

إليها.. من تقفز من سحابةٍ لأخرى فينسكب جمالها ليدفئني

عزيزتي غادة:
لا أدري ما الذي يدفعني للكتابة لك الآن، ربما تذكرت عبارتك عن لعبة الرسائل التي بدأتها وأصبحت هي الآن من يضع قواعد اللعبة وعليك السير وفق رغباتها.
أقلتِ أن الرسائل رزق أم تشابهت عليَّ العبارات؟؟!
أعلم ما تحمله لنا الرسائل من إشاراتٍ خفية وعلامات لا يعرف معناها سوى بقعة نائية بأطراف القلب، ترتعد عندما تصلها دلالة العلامات..
لماذا أكتب؟
 فجأة وجدتني أغلقت عالمي الافتراضي الذي أُتقِّن الاختباء به، أرسم الصورة التي أريدها، أو تلك التي أريدهم أن يرونها.
أمسكت قلمي وبدأت الكتابة لكِ.. أعلم أنك ستفهمين كلماتي..
تعبت يا غادة .. سئمت الصورة المثالية التي يضعونني بها، تزيدني عباراتهم المُطْرِّية ألمًا..
هل حكيت لك يومًا عن رسائل الولد الصغير على هامش حكايات أمنا الغولة عندك، وما تفعله بي في كل مرة اقرأها؟؟
هل أخبرتك أنك مع كل نصٍ جديد تضعيه في المدونة تكتبين عني وعن ألمي وقتها؟؟
لست بخيرٍ يا غادة، لست الفتاة القوية التي يعتمد عليها الجميع وكأنها لا تتعب.
أضحك كثيرًا وسطهم.. أختزن دموعي لأسكبها ليلاً بعيدًا عن أعينهم المتلصصة، أبحث عن الدفء في كلماتك وكلمات أخرين لم يجمعني بهم سوى ..الألم.
يرونني قلب كبير ملئ بالحب، يفيض على كل من حوله، ربما كنتِ مثلهم تحسبين أن هناك من يسكن هذا القلب ويمده بكل هذا الدفء.
يؤلمني أن تروني هكذا.. ويؤلمني أكثر ألا أستطيع مصارحتكم بأن كل هذا الحب أمنحه لمن حولي، فقط، كي لا يشعروا بالبرودة التي تُجمد روحي...
لم أُصدق يومًا أن فاقد الشيء لا يعطيه، كاذب من قالها ومخدوع من صدقه، 
فاقد الشيء هو الوحيد الذي يعرف قيمة ما فقده لذا يبذل فوق طاقته ليمنحه للأخرين، فلا يشعروا ألمه.
لن أُكابر .. أود أن أصرخ لست كاملة، ولا أستحق اطراءكم، أنا جاحدة... للحظاتٍ أتمنى لو كنت بأعينكم مسخًا منبوذًا في مقابل لمسة دافئة من يد من أحبه، نظرة واحدة من عينيه تخبرني أنه ليّ.
مجنونة؟! نعم، ولكن أخبريني كيف يحتفظ بعقله من يرى روحه موزعة على عشرات البشر ليس من بينهم من يريدها كاملةً؟
سامحيني يا غادة، أفكاري مشوشة للغاية، والقلب ممتلئ بما لا تقوى الحروف على احتواءه.


رد غادة من هنا: إلى مروة

ليست هناك تعليقات: