أعشق المطر ورائحته المميزة حين يختلط بذرات التراب، أكون في أفضل حالاتي وأنا أسير تحته مستنشقةً عبيره الآخاذ.
مجنونةٌ أنا، لي شطحات يصعب تصديقها أو حتى التفكير في إمكانية صدورها عن شخص أخر غيري. بالأمس تأكد لي أني مخطئة، فهناك من يقاسمني هذا الجنون.. أحمدك يارب.
كواحدة يبدأ شتاءها مع أواخر أغسطس، كان من المفترض أن أكون بالأمس في السرير، مرتدية "دولاب الهدوم بتاعي"، تحت البطانية، ممسكة بكوب من الـ"أي شئ سخن" استمد الدفء منه، كان هذا هو الأمر المنطقي الوحيد وسط الأجواء الشتوية غير المسبوقة، ما كنت لأصدق أي سيناريو أخر فقط لو جاءت تلك الأجواء مبكرةً أربعة أشهر فقط، أي قبل "مغموريتي" الفعلية وليس الروحية.
مع المغامير أنا ... أنا بكل جنوني ورغبتي في الانطلاق إلى ما وراء الكون، منذ أسبوع ونحن متفقون على عقد جلسة الأمس في "حديقة الأزهر"، ومع تلك الأجواء الرعدية حسبتني وحدي من تتمسك بالفكرة، ولكن كان معي ثمانية أخرون.
كان من المفروض بعد أن نحضر عقد قران "الشاعر" كل واحد يروح بيتهم، حد مجنون يروح حديقة الأزهر في الجو ده؟ اتصلت بسيادة الرئيس "هدى" وجدتها في الطريق للحديقة، عيب قوي نسيب الريس لوحده. كلمت الفدائي الأول في مغامير "حسام" وجدته خارج "دار الإفتاء" في انتظار من يأتي معه للحديقة حيث سبقتنا شروق.. كعادته سبقنا "الحضري" واحتمى بالعربة ثم تبعته وجاء بعدنا دينا ثم فريدة وأخيرًا صاحب الاقتراح "العظيم" كريم، انطلقت بنا السيارة غارقةً في ضحكاتنا التي فاقت الأمطار غزارةً ونقاء. وما أن وصلنا حتى وجدنا هدى ووليد، وما لبثنا ان لحقنا بشروق، وسرنا نحن التسعة نبحث عن "برجولة" نحتمي بها.
ساعتان ونصف في حديقة الأزهر وسط "جرادل المياه" المسكوبة من السماء، وصوت الرعد المدوي وومضات البرق التي تلتمع فوقنا كآلات تصوير يُسجل بها أهل السماء جنوننا. سرت مبتلة... ضاحكة...مملوءة بسعادة لا أدري مصدرها، أحسست أني صغرت عشرات الأعوام، عُدت تلك الطفلة الصغيرة التي تمنيت أن أكونها، المنطلقة.. المندمجة مع الناس، كانت قطرات المطر تضرب وجهي وتنفذ لأبعد نقطة في روحي، وأنا منتشية أحسها تغسل عني هموم العمر كله.
وكالعادة دومًا لا يُغادر المغامير مكانًا إلا إذا طُردوا منه، أعلنت الحديقة إغلاقها الرسمي وطلبوا منا الرحيل، وكأن السماء في هذه اللحظة لم ترض بما حدث لنا فسكبت دلاءً من المياه فوق رؤوس الجميع مُعلنةً احتجاجها على طرد المغامير، وليصبح الكل "مغمورًا" بسيولها.
كما حملتني سيارة حسام للحديقة أعادتني منها، وسط ضحكاتٍ أغزر وأنقى، "مش معقولة بعد كل المطر ده وتفضل بنفس النقاء اللي جينا بيه أكيد بقت أنقى"، أوصلني حسام حتى "السيدة عائشة" وكان قلقًا كيف سأكمل الطريق للبيت، أخبرته أني سأركب وما هي إلا دقائق وأكون وصلت. وما أن غادرت السيارة حتى شعرت أني بحاجة للسير وسط هذه الأمطار، لم انتظر عملت بنصيحة الحضري.. هديت الخطى شوية؛ اقفلت عليّ حلمًا لا أريده أن يُغادرني وتغطيت أغنية تدندن روحي بنغماتها.
طبعًا وسط كل هذا فقدت شمسيتي الحبيبة، لا أدري أين تركتها ولكن عندما عدت للمنزل لم أجد سوى جرابها الصغير، حزنت قليلاً فهي هدية عزيزة على قلبي، ولكن فيض السعادة الذي كنت ممتلئة به لم يترك الحزن يستبد بي، فلو أن ضياعها ثمنًا لهذه السعادة فهو ثمن بخس للغاية، هتوحشني وهأفتقدها بس هأفتكر سعادتي وهأقول أنا الكسبانة.
يااااه يا مغامير ماذا كنت سأفعل بدونكم؟ ساعات الخميس القليلة التي أقضيها معكم هي عمري الحقيقي الذي حلمت به، وساعات الأمس هي العمر الذي ما جرؤت قط على الحلم به.
مجنونةٌ أنا، لي شطحات يصعب تصديقها أو حتى التفكير في إمكانية صدورها عن شخص أخر غيري. بالأمس تأكد لي أني مخطئة، فهناك من يقاسمني هذا الجنون.. أحمدك يارب.
كواحدة يبدأ شتاءها مع أواخر أغسطس، كان من المفترض أن أكون بالأمس في السرير، مرتدية "دولاب الهدوم بتاعي"، تحت البطانية، ممسكة بكوب من الـ"أي شئ سخن" استمد الدفء منه، كان هذا هو الأمر المنطقي الوحيد وسط الأجواء الشتوية غير المسبوقة، ما كنت لأصدق أي سيناريو أخر فقط لو جاءت تلك الأجواء مبكرةً أربعة أشهر فقط، أي قبل "مغموريتي" الفعلية وليس الروحية.
مع المغامير أنا ... أنا بكل جنوني ورغبتي في الانطلاق إلى ما وراء الكون، منذ أسبوع ونحن متفقون على عقد جلسة الأمس في "حديقة الأزهر"، ومع تلك الأجواء الرعدية حسبتني وحدي من تتمسك بالفكرة، ولكن كان معي ثمانية أخرون.
كان من المفروض بعد أن نحضر عقد قران "الشاعر" كل واحد يروح بيتهم، حد مجنون يروح حديقة الأزهر في الجو ده؟ اتصلت بسيادة الرئيس "هدى" وجدتها في الطريق للحديقة، عيب قوي نسيب الريس لوحده. كلمت الفدائي الأول في مغامير "حسام" وجدته خارج "دار الإفتاء" في انتظار من يأتي معه للحديقة حيث سبقتنا شروق.. كعادته سبقنا "الحضري" واحتمى بالعربة ثم تبعته وجاء بعدنا دينا ثم فريدة وأخيرًا صاحب الاقتراح "العظيم" كريم، انطلقت بنا السيارة غارقةً في ضحكاتنا التي فاقت الأمطار غزارةً ونقاء. وما أن وصلنا حتى وجدنا هدى ووليد، وما لبثنا ان لحقنا بشروق، وسرنا نحن التسعة نبحث عن "برجولة" نحتمي بها.
ساعتان ونصف في حديقة الأزهر وسط "جرادل المياه" المسكوبة من السماء، وصوت الرعد المدوي وومضات البرق التي تلتمع فوقنا كآلات تصوير يُسجل بها أهل السماء جنوننا. سرت مبتلة... ضاحكة...مملوءة بسعادة لا أدري مصدرها، أحسست أني صغرت عشرات الأعوام، عُدت تلك الطفلة الصغيرة التي تمنيت أن أكونها، المنطلقة.. المندمجة مع الناس، كانت قطرات المطر تضرب وجهي وتنفذ لأبعد نقطة في روحي، وأنا منتشية أحسها تغسل عني هموم العمر كله.
وكالعادة دومًا لا يُغادر المغامير مكانًا إلا إذا طُردوا منه، أعلنت الحديقة إغلاقها الرسمي وطلبوا منا الرحيل، وكأن السماء في هذه اللحظة لم ترض بما حدث لنا فسكبت دلاءً من المياه فوق رؤوس الجميع مُعلنةً احتجاجها على طرد المغامير، وليصبح الكل "مغمورًا" بسيولها.
كما حملتني سيارة حسام للحديقة أعادتني منها، وسط ضحكاتٍ أغزر وأنقى، "مش معقولة بعد كل المطر ده وتفضل بنفس النقاء اللي جينا بيه أكيد بقت أنقى"، أوصلني حسام حتى "السيدة عائشة" وكان قلقًا كيف سأكمل الطريق للبيت، أخبرته أني سأركب وما هي إلا دقائق وأكون وصلت. وما أن غادرت السيارة حتى شعرت أني بحاجة للسير وسط هذه الأمطار، لم انتظر عملت بنصيحة الحضري.. هديت الخطى شوية؛ اقفلت عليّ حلمًا لا أريده أن يُغادرني وتغطيت أغنية تدندن روحي بنغماتها.
طبعًا وسط كل هذا فقدت شمسيتي الحبيبة، لا أدري أين تركتها ولكن عندما عدت للمنزل لم أجد سوى جرابها الصغير، حزنت قليلاً فهي هدية عزيزة على قلبي، ولكن فيض السعادة الذي كنت ممتلئة به لم يترك الحزن يستبد بي، فلو أن ضياعها ثمنًا لهذه السعادة فهو ثمن بخس للغاية، هتوحشني وهأفتقدها بس هأفتكر سعادتي وهأقول أنا الكسبانة.
يااااه يا مغامير ماذا كنت سأفعل بدونكم؟ ساعات الخميس القليلة التي أقضيها معكم هي عمري الحقيقي الذي حلمت به، وساعات الأمس هي العمر الذي ما جرؤت قط على الحلم به.
هناك 4 تعليقات:
اخص
ونسيتي المغمورة التي كانت في طريقها اليكم
طب ايه رايك بقي اني الاكثر جنونا حيث اني نزلت من بيتنا بعد ما الحادث وقع فعلا والدنيا غرقت
أقولك سر
انا عارفة اني غالبا مش حعرف اكمل لعندكم بس حبيت انزل أودع الشتا
بس بصراحة صوت الرعد موتني من الخوف انا بكرهه
احكيلنا بقي عملتو ايه تهييس بس والا لعبتو
-------------
شتاءك بيبدأ اواخر اغسطس يا مفترية انا لحد اواخر أكتوبر ببقي حرانة ايه الناس دي
ما تقلقيش
شمسيتك معايا
الهدايا العزيزة مش بتضيع
الحياة أكثر كرما من إنها تبوظلك اليوم الحلو دا
اليوم كان حلو بوجودكم
تسلمي
الإعلامية الحالمة: معقول انساكي؟ أنا بس كتبت بسرعة، وبعدين فيه مغمورة أكثر جنونًا نزلت من بيتهم ووصلت الحديقة ومعرفتش توصل لنا "ريهام". وعلى فكرة إنت أول حد افتكرته أول ما الدنيا بدأت تمطر وأنا نازلة من المترو، قلت فينك يا هناء ربنا استجاب دعواتك ومحبش يزعلك ويخليكي تستني لحد الشتاء القادم. لما أشوفك الخميس بقى أبقى احكي لك بس مؤقتًا كان يوم جميل جدًا.
الست هدى: ربنا يسعدك يارب، ما يجيبها إلا رؤسائها، صدقيني بدأت أحس إن الحياة كريمة قوي من يوم ما اديتني أجمل مغامير في الدنيا. ربنا ما يحرمنيش منكم.
تصدقى انا ندمانة انى ماكونتش موجودة واول مرة احس الندم ده دلوقتى بعد ما قرأت المدونة يلا
يارب تتعوض فى المطر المقبل :)
إرسال تعليق