19 فبراير 2010

أنا مغمور إذًا أنا...موجود

في كل يوم يُثبت ليّ المغامير أنهم "كيانٌ مُتفرِّد"؛ عشت معهم اليوم تجربة جديدة أضافت ليّ الكثير من الخبرات ما كنت لأتعلمها دونهم، وأضافت الكثير والكثير لرصيد إحترامي لهم.
انتخابات الرئاسة... جملة ذات ذكريات، في الغالب، غير مُرضية وغير مُشجِّعة، ترددت كثيرًا قبل الذهاب لجلسة "الانتخابات"، بطبعي لا أميل للسياسة ومفرداتها فلماذا أذهب؟ خاصةً وأنا لست من أصحاب حق الانتخاب. أحسست أنه شأن داخلي يجب أن يبقى بين "المغامير"، ولكن صوت أخر كان يطن برأسي "ألست من المعجبين بهذا الكيان؟ ألا تريدين له النجاح؟ هل إعجابك مبني على متعتك الشخصية فقط أم تريدين التعرف أكثر على خبايا هذا الكيان وتوجهات أعضائه ورؤيتهم لمستقبله؟ هل هم بالفعل "جماعة أدبية" واضحة المعالم أم مجرد أصدقاء جمعهم حب الأدب؟ في كل خطوة كنت أسيرها باتجاه النادي كنت أجد سببًا يدفعني للمضي قدمًا حتى وجدتني جالسة في مكان المغامير المعتاد.
كنت قد قرأت البرامج الانتخابية للمرشحين الثلاثة، واستمعت للانفرادات الإعلامية الحصرية التي قامت بها "هناء" المتحدث الإعلامي للجماعة، وكونت رأيًا كنت سأختار من خلاله "الرئيس القادم"؛ ومع ذلك كنت متشوقة لرؤية هؤلاء المرشحين وهم يطرحون برامجهم عبر التواصل المباشر. كانوا ثلاثتهم متحمسون وواثقون من قدرتهم على التغيير. أعجبني الكثير من أفكار "أحمد الشاعر" وأعجبني أكثر تحمسه الواضح لجعل المغامير "مؤسسة إبداعية"؛ كما أعجبني منطق "عادل محمد" وتسلسل أفكاره ورؤيته الواضحة لما يريد أن تكون عليه الجماعة خلال عام، أيضًا أعجبني اهتمامه بتحديد "الهوية المغاميرية" والسمات المميزة للإبداع المغاميري؛ أما "هدى فايق" فمنذ علمت بترشحها أعجبتني بدايةً جرأتها على خوض هذه التجربة، ثم ازداد إعجابي بعد قراءة برنامجها وأكثر ما أعجبني به إحساسها أنها جزء من كل، لم تبن برنامجها على أنها تُقيم جماعة جديدة تبدأها من الصفر، أو أنها هي "سوبرمان" القادر على تحقيق كل الأحلام، اعترفت بفضل من سبقوها ولم تستنكف أن تتبنى في برنامجها أفكار طرحها رؤساء سابقون ولم تُتح لهم الفرصة لتحقيقها، إضافة إلى تحمسها الشديد لأنشطة المغامير خلال فترة تواجدي القصيرة معهم. أما اكثر ما أعجبني هو صدق نية المرشحين الثلاثة في التعاون مع الرئيس القادم أيًا كان.
كانت بداية اليوم الانتخابي مع كلمة من الرئيس السابق حول تقييمه لأداء الجماعة خلال العام الماضي والسر وراء عدم ترشحه للمنصب هذا العام وتوقعاته أو ما يتمناه من الرئيس القادم، وكعادته كان "أحمد الحضري" مُختصرًا ومُحدَّدًا قال أنه من البداية لم يكن في نيته ترشيح نفسه ويرى أن "مرة واحدة كفاية" وكان مُبرره منطقي جدًا "المغامير فيهم كتير"، أما عن أهم مميزات فترة رئاسته فقد رأى أنها "التعاون بين الأعضاء وأن كل واحد كان له بصمته الواضحة" وأن ذلك التعاون جاء نتيجة مبدأ تبناه وهو "إدي للناس حرية يتحركوا مع وجود الشكل التنظيمي"، وهي السياسة التي يراها مثمرة ومُجدية. وبخصوص ما يأمله في الفترة القادمة أكد أنه مع فكرة أن "كل واحد يحقق رؤيته مع وجود مجهود جماعي"، وأن هناك بعض الأنشطة مُرضية بالنسبة له بشكلها الحالي ولكن هذا لا يمنع وجود أفكار جديدة لتطويرها، وهناك أفكار أخرى بحاجة لمزيد من العمل لتتحقق بالصورة اللائقة باسم "مغامير" مثل الموقع الالكتروني والكتب المجمعة وهي أنشطة تحتاج لمجهود جماعي وتحضير متأني، خاصة فيما يتعلق بالموقع وضرورة تحديد الهدف منه والجمهور المُستهدف له. وفي نهاية كلمته "القصيرة جدًا" أثنى على لجنة التنظيم وجهودها غير المنكورة.
وعلى مدار ساعتين عرض المرشحون الثلاثة برامجهم الانتخابية وناقشهم الحضور فيها، ثم جاءت لحظة الإدلاء بالأصوات وفرزها ثم إعلان النتيجة.
قبل النتيجة كنت سعيدة جدًا بهذا الجو الديمقراطي الحق، مثلاً كان من المفترض أن يُعلن "وليد خطاب" دعمه وتأييده لهدى وأن يُحاول إبراز الجوانب السلبية لدى منافسيها، كما عودتنا الأجواء الانتخابية، ولكني كنت مصدقة جدًا إن "وليد" هيختار البرنامج الانتخابي اللي يحقق طموحاته بغض النظر عن اسم المُرشح، كنت مقتنعة إن كل واحد من الموجودين بينحي رغباته الشخصية وبيقدم مصلحة الجماعة قبل أي شئ، حسيت إن كلهم متحمسين لاستمرارية "مغامير" وبيطمحوا إنها تكون في المكان اللائق بها على الساحة الأدبية، أيضًا كانت أسئلة الناخبين بتوضح رغبتهم الصادقة في الاطمئنان على مستقبل الجماعة، وعندي إحساس شبه يقيني إن فيه ناس منهم رجحت كفة مُرشح أخر غير اللي كانوا مختارينه قبل "الجلسة الانتخابية"، بعد اقتناعهم بإن "الآخر" أقدَّر على تحقيق طموحاتهم.
صحيح "هدى فايق" أصبحت هي الرئيس المغاميرى لعامٍ قادم، بس أنا واثقة إنها هتستفيد من "الحماس" و"الرغبة في التعاون" لدى المرشحين الأخرين، وهتتوصل معاهم لشكل يحقق أكبر كم من النجاح لجماعة مغامير، وبإذن الله في كلمتها قبل الجلسة الانتخابية المقبلة هيكون عندها قائمة إنجازات تليق بالمغامير وما يستحقونه من تواجد على الساحة الإبداعية.
كلمة أخيرة: شكرًا يا مغامير على أنكم أثبتوا ليّ إن بكرة ممكن يكون أفضل، وإن "الديمقراطية" و"الانتخاب الحر" و"مصلحة المجموع أهم من المصلحة الفردية" مش مجرد كلمات أقراها في الكتب، أو إنها أمنيات مستحيل تتحقق، بالعكس هي واقع ممكن نعيشه لو صدقناه وبذلنا أقصى ما في وسعنا عشان ننوله، ووثقنا في قدرتنا على تحقيقه.

هناك 6 تعليقات:

Ahmed Fayez يقول...

انتخابات مغاميرية!
تجربة حلوة
بالتوفيق

أحمد عاطف يقول...

للمرة الأولى أزور تلك المجموعة وما قرأته في مدونتك عنهم يعد انجازا غير مسبوق

وعفوا ... غير مكرر فنحن على المستوى العام كبشر جبلنا على ان نتبع أهوائنا حتى لو أجتنبنا سوء أهوائنا ولكن ربما قامت الفكرة بتوجيه التفكير نحو الاتجاه السليم

تحياتي لكِ

بحلم يقول...

هييييييييه

مروة اختارتني متحدث اعلامي
وأنا فرحانة
يا قمر
وجودك أثبت لي أيضا الكثير
وأنا صحيح بحبك لله ف لله بس لو عاوزة أقول أسباب حعرف أقول

مروة يقول...

WINNER: شكرًا لمرورك وسعدت بمدونتك.
أ.أحمد: دائمًا أسعد بتعليقاتك، صدقني كلامي عن المغامير أقل بكثير مما يستحقونه.
الحالمة دومًا: مش عارفة أقول لك إيه، ربنا يديم المحبة وتأكدي أن الشعور متبادل:)

هدى يقول...

تسلم كتابتك يا جميلة

توثيق حلو قوي

يعجبني جدا الشغل الدقيق دا

بجد بشكرك بشدة على حاجات كتير إنتي عارفاها

نورتي مغامير بجد

وأثرتيها

مروة يقول...

الست هدى: سعيدة جدًا بكلامك، وكتير قوي عليّ. مش هأقولك غير إن "مغامير" كيان قادر على أن يحتوي أي جديد ويُشعره إنه جزء منه، ربنا يوفقك وتأكدي إن سعادتي بمغامير لا يُعبر عنها كل الكلام. صباحك ياسمين:)