هل يمكن أن نكتفي بالحلم ونرضاه واقعًا بديلاً؟ سؤال يراودني منذ سكنت أحلامي، أصبتني بانفصالٍ حادٍ في الشخصية، أصبحت "ذات الوجهين" الوجه الزائف الذي أكونه في صحوي بكل رسمياته وجدَّته، ووجهي الحقيقي الذي يلقاك في أحلامي. في الحلم أنت الشخص الذي أتمناه أنت الونس الحقيقي ... الأهل والصحبة والسند، أنت حارسي النبيل وتميمة الحظ ومُحقق الأمنيات، في الحلم أنت أنا وأنا أنت، كيان واحد يسري في جسدين.
بالأمس حلمت بك، خبر غير جديد فهل يُحسب من العمر يوم لم أحلم بك فيه؟ الجديد هو ما تركه الحلم في نفسي ليس بعد صحوي بل وأثناء الحلم أيضًا. عهدتك دومًا رفيقًا لأحلامي، ولكن رفيق يأتي بالطلب، كلامه لمسات يده، نظراته كلها بناءً على طلبي، كأنه يؤدي واجب دون روح. قلتها لي يومًا في أحد الأحلام وأنت تضمني إليك: "أهذا ما تريدين؟ ها هو لك"، أرجفتني ضمتك وصحوت مرتعشة لا من النشوة وإنما لإحساسي أنك تفعل ذلك إرضاءً لي وليس عن رغبة حقيقية بداخلك. بالأمس كان الأمر مختلفًا، فاجئتني في الحلم، كنت تسير بجواري ثم من خلفي، تحميني من مجهولٍ لا أدري ما هو، كنت تحيطني بذراعيك وتمرر أناملك عبر خصلات شعري، وعندما استدرت إليك لأعاتبك على هذه الجرأة ـ وكأنها لا تروق لي ـ أجلستني على ساقك اليسرى كطفلةٍ صغيرة واستمعت لكلامي ولم تجب، ولما طلبت منك ردًا استجمعت قوتك كلها وثبتت نظراتك عليّ و.. طرت بيّ؟ لا لم يكن مجرد طيران بل ارتقيت بيّ وأنا ممسكة بك وتحوطني نظراتك الحانية، ولما جاوزنا المدى توقفنا ساكنين بين الغمام وأنا لازلت بين ذراعيك ملقية رأسي على صدرك وكأني وجدت ضالتي المنشودة بعد طول عناء، وقتها أحسست أنك تضمني برغبة حقيقية في القرب مني، تمنيت لو أظل العمر داخل هذا الحلم. لماذا أستيقظ؟
تمنيت لو أصرخ أنا لست هذه الصورة الباهتة التي ترونها تمشي وتضحك بينكم، أنا الحقيقية هناك، تلك الطفلة الصغيرة التي يحملها بين يديه، وتنهل من رحيقه. أنا لا أكتمل إلا بك ومعك ولو كنت مجرد... حلم.
هناك 6 تعليقات:
انتي فعلا لمستي حالة في نفس كل انسان
وجه للناس
ووجه الاحلام
ومهما حاول ان يجمع بينهما يصعب عليه ذلك
ولكن لا يستطيع اخراج وجه احلامه الا مع من يحب
تحياتي
انعم الله عليكي بالحقيقة ... وليس مجرد الاحلام
والحقيقة مسارها طويل حقا وليست بجموح الاحلام
بس الحقيقة راسخة و تظل والاحلام تتلاشى
تحياتي
أ.أحمد: شكرًا لتعليقك، ومن يدري ربما يأتي يوم يجتمع فيه الوجهان. تحياتي.
العزيزة أم زياد ونور: معك كل الحق ولكن طريق الحقيقة الطويل تهوِّن منه الأحلام. دمتى بخير
انا مقتنعة ان اي حلم بما ان اسمه حلم يبق فيه احتمال ولو اقل من الواحد في المية انه يتحقق
تمسكي بحلمك للنهاية وعندما يصبح حقيقة ستشعرين بالسعادة الحقيقية
بسجل اعجابى بالبوست
نهر الحب: شكرًا لمرورك المتفائل، وأشاركك رأيك بشدة.
أ.مدحت: شكرًا.
إرسال تعليق